نجد بتحليل النظام الغذائي لأي مريض أن المعادن والفيتامينات غير كافية أو مفقودة , وأكثر الأمراض تزداد خطورتها بسبب النظام الغذائي الرديء. فالشاي , والخبز الأبيض , والمرق , والأغذية المصنوعة من المواد المنقاة أو المصفاة , والخضراوات المطبوخة طويلاً ... إن هذه الأغذية الميتة تقدم للمرضى في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى أغذية حية يجب أن تكون كل لقمة منها مجددة للجسم ومقوية له . إنه لا يوجد مرض لا يفيد فيه تناول زيت سمك الحوت في حبوب , وخميرة البيرة , وحبوب القمح ( مع النخالة ). وللشرب يعطى المريض عصير الفواكه أو عصير الخضراوات الطازجة لينال الفيتامينات منها . إن الأنواع الكثيرة من الخضراوات يجب أن تعطى عوضاً عن الفطائر والمربيات والنقولات وغيرها من الأغذية غير النافعة والفقيرة بالفيتامينات . وإذا كان المريض لا يتغذى إلا قليلاً فيعطى كل ساعتين أو ثلاث ساعات ملعقة كبيرة من العسل الأسود ليحتفظ الدم بحاجته من السكر ويحصل على الفيتامينات والمعادن الإضافية , ويمكن استعمال كميات بسيطة منه في صنع أغذية تحرك شهية المريض ...
بين الأسباب المختلفة للاضطرابات القلبية هناك سبب رئيسي هو نقص فيتامين (ب1) .
ففي الحيوانات نجد القلب أول عضو يصاب من نقص فيتامين (ب1) . وقد استطاع الدكتور روسل ويلدر من أطباء مستوصف مايو
,والدكتور لورمال جوليف من أساتذة المدرسة الطبية في كورنيل إحداث أمراض في قلوب بعض المتطوعين من رجال ونساء , وذلك
بطريقة سهلة جداً هي حذف فيتامين (ب1) من نظام غذائي كامل من المواد الأخرى , فكانت النتيجة أن ظهرت العوارض على
الرجال الذين يقومون بجهد جسدي أسرع من ظهورها على النساء , وقد عانى الجميع : خفقاناً , وضيق صدر , واختلالاً في النبض
, وتمدداً في القلب .
وقد اختفت هذه العوارض حالاً عندما قدمت للمتطوعين كمية كبيرة من فيتامين (ب1) .
من بين جميع الأعضاء نجد القلب العضو الوحيد الذي يشتغل باستمرار منذ الولادة حتى النفس الأخير من حياتنا .
فإذا لم ننتفع بالسكر لإنتاج النشاط , ثم يتبع ذلك نقص فيتامين (ب1) , فإن القلب يسكن , وتهبط دقاته من مستواها الطبيعي ,
وهو 72 دقة في الدقيقة , إلى 40 أو 50
وإذا استمر تقص فيتامين (ب1) , فإن النبض يصبح - بالعكس - سريعاً جداً بسبب التبدل الذي طرأ على عضلات القلب بوجود
أحماض تشكلت من السكر في غياب هذا الفيتامين , ويصبح المصاب شاعراً بكل ضربة من ضربات قلبه . فيلهث بسرعة , ويتألم
في نفسه على أثر أقل جهد , ثم يتضخم قلبه , ويعتقد أن قوة الدفاع في الجسم هي التي تحشد الماء في القلب لإذابة الأحماض ,
وإذا استمرت الظروف التي سببت هذه الحالة فإنه يمكن حدوث تقرح في القلب .
إن العلماء الذين درسوا التأثير العظيم لفيتامين (ب1) في القلب قرروا أن نقصه الشائع في الولايات المتحدة الأمريكية هو سبب
إصابة المئات العديدة بأزمات القلب الميتة .
فبينما نجد عدداً كبيراً من الأطباء لا يهتمون بهذه الحالة , نرى غيرهم يستفيدون من فيتامين (ب1) في معالجة هذه الحالات .
ومما يذكر أن انتشار هذه الأزمات القلبية قد زاد زيادة رهبية منذ سيطرت التصفية والتنقية على غذائنا , وجردته من فيتامين (ب1) .
والملاحظ أن الرجال يصابون بهذه الأزمات الخطيرة أكثر من النساء لان ضعف القلب منتشر بينهم أكثر من انتشاره بينهن .
وقد وجد أن الدم والبول لدى المصابين بأمراض القلب ليس فيهما ما يظهر أية علاقة بينهما وبين نقص فيتامين (ب1) . ولا يحويان
إلا كميات بسيطة من هذا العنصر , وأنما يوجد فيهما حمضان لا يتجمعان إلا في حالة نقص الفيتامين (ب1) .
إن هذه الاكتشافات تظهر أنه في جميع أمراض القلب - ما عدا الناتجة عن مصدر إنتاني - يجب أن يكون الغذاء غنياً بفيتامين (ب1)
بصورة خاصة , وأن تكون نسبة هذا الفيتامين فيه من 5-10 مليغرامات في اليوم وضمن أغذية طبيعية .
وهذه الكمية التي ينبغي أن يستمر تناولها مدة أشهر وسنوات يمكن أن تؤخذ يومياً من نصف قدح من حبوب القمح , وثلاثة ملاعق
من خميرة البيرة .
واللبن الرائب ذو قيمة كبيرة في هذه الحالة لأن الجرثومة التي يدخلها في الأمعاء تنتج فيتامينات (ب).
والمصابون بمرض القلب يمكنهم اتباع النظام المثالي على أن يحترزوا من زيادة التغذي دائماً وخاصة في الليل , والأفضل لهم أن
يكونوا هزيلين من أن يكونوا من ذوي السمنة .
وفي جميع أمراض القلب - التي هي مميتة على الغالب - يجب إعطاء فيتامين (ج) بكثرة , وقد لوحظت اضطرابات قلبية خطيرة
عند الحيوانات في حالة نقص هذا الفيتامين . ويمكن أن تصل كمية ما يعطى منه إلى مئة مليغرام في اليوم وذلك بحبوب تضاف
إلى الأطعمة الطبيعية .
وهذه النصيحة تتبع خاصة في حالات الحمى الروماتيزية الإنتانية , وبدون فيتامين (ج) تكون النتائج خطيرة جداً على الحياة
بمجموعها .
ممتاز
ردحذف