نجد بتحليل النظام الغذائي لأي مريض أن المعادن والفيتامينات غير كافية أو مفقودة , وأكثر الأمراض تزداد خطورتها بسبب النظام الغذائي الرديء. فالشاي , والخبز الأبيض , والمرق , والأغذية المصنوعة من المواد المنقاة أو المصفاة , والخضراوات المطبوخة طويلاً ... إن هذه الأغذية الميتة تقدم للمرضى في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى أغذية حية يجب أن تكون كل لقمة منها مجددة للجسم ومقوية له . إنه لا يوجد مرض لا يفيد فيه تناول زيت سمك الحوت في حبوب , وخميرة البيرة , وحبوب القمح ( مع النخالة ). وللشرب يعطى المريض عصير الفواكه أو عصير الخضراوات الطازجة لينال الفيتامينات منها . إن الأنواع الكثيرة من الخضراوات يجب أن تعطى عوضاً عن الفطائر والمربيات والنقولات وغيرها من الأغذية غير النافعة والفقيرة بالفيتامينات . وإذا كان المريض لا يتغذى إلا قليلاً فيعطى كل ساعتين أو ثلاث ساعات ملعقة كبيرة من العسل الأسود ليحتفظ الدم بحاجته من السكر ويحصل على الفيتامينات والمعادن الإضافية , ويمكن استعمال كميات بسيطة منه في صنع أغذية تحرك شهية المريض ...
إن الغازات والاسترواح , وجميع الاضطرابات الهضمية تسبب لنا كثيراً من الآلام , مع أنه من المرجح تجنب (99) بالمئة من هذه
المتاعب بتناول كمية كافية من فيتامينات (ب) .
وفي الحقيقة :إن هذه العناصر تزيد إفرازات العصارات الهاضمة وإنتاج الأنزيمات , ونشاط قناة الهضم , وتسهيل عملية التمثيل .
إن الغازات والهضم الرديء تعلن بوضوح أن الأغذية لا تهضم بتمامها ولا تحول إلى دم , بل تبقى في الأمعاء وتكون وسيلة صالحة
لتكاثر الجراثيم .
فبقدر ما يكون هضم الطعام ضعيفاً يكون نمو الجراثيم قوياً , وتزداد تبعاً لذلك الغازات الناتجة عن تخمرات الأغذية غير المهضومة
وإذا أصلح الغذاء الذي هو السبب , فإن غذاء الجراثيم يصلح أيضاً مع الأسف , وفي هذه الحالة يخشى أن تتضاعف الغازات عوضاً
عن أن تنقص .
والواقع أن خطر التخمرات الغازية كلما كان أكبر بعد إضافة حبوب القمح وخميرة البيرة إلى النظام الغذائي , كانت الحاجة أكبر
لفيتامينات (ب) ,والنتيجة يجب الاستمرار في تناول هذه الفيتامينات طالما الغازات تسبب الآلام , وعندما تتحسن الحالة تزداد كمية
حبوب القمح وخميرة البيرة في الغذاء .
ومن المنظر أن تصلح حالة الهضم في نهاية أسبوعين من اتباع هذه التعليمات , ولو كانت الاضطرابات الهضمية قديمة .
إن اللبن الرائب ذو قيمة ثمينة في شفاء الاضطرابات الهضمية بصورة خاصة , وفي القضاء على انتفاخ المعدة , وجرثومة هذا اللبن
التي تعيش في الأمعاء تحول اللاكتوز إلى حمض لبني فلا تستطيع الجرثومة المؤذية الموجودة في الأمعاء أن تعيش في هذا الجو,
لأن تناول عدة أقداح من اللبن يومياً يقضي عليها بسرعة .
حقاً إن الغازات الناتجة عن التحولات الجرثومية للأطعمة تصل نادراً إلى المعدة , ولكن غازات المعدة هي كلها تقريباً من الهواء ,
لأن الأشخاص الكبار يبتلعونه مثل الأطفال عندما يتناولون الأشربة الباردة , لأن المعدة تبقى مفتوحة , بينما البلع المستمر يدفع الهواء
الذي يوجد في الحلق نحو أسفل البلعوم , وعندما يصبح هذا الهواء بدرجة حرارة الجسم يتمدد ويصبح (نفخة) .
إن من الممكن تجنب هذا المحذور بواسطة تناول الطعام ببطء , وشرب السوائل بواسطة (مصاص).
تعليقات
إرسال تعليق